05 Aug
05Aug

رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام حق لا مرية فيه، ولا يتمثل الشيطان به
وهذا ما أخبرنا به صلى الله عليه وسلم فى حديث أنس بن مالك – رضى الله عنه –
أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من رآنى فى المنام فقد رآنى، فإن الشيطان لا يتمثل بى، ورؤيا المؤمن جزء من ستى وأربعين جزءاً من النبوة " رواه البخارى فى كتاب التعبير، باب من رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام (12/399 فتح البارى).

tafsir al ahlam والانبياء والرسل عليم السلاموفى حديث أبى هريرة – رضى الله عنه – أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من رآنى فى المنام فسيرانى فى اليقظة، ولا يتمثل الشيطان بى " رواه البخارى فى كتاب التعبير، باب من رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام (12/399 فتح البارى)وانظر تفسير الاحلام لابن سيرين ومسلم فى كتاب الرؤيا (15/26 بشرح النووى).
وفى حديث جابر – رضى الله عنه – أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من رآنى فى المنام فقد رآنى، فإنه لا ينبغى للشيطان أن يتشبه بى " رواه مسلم فى كتاب الرؤيا (15/26 بشرح النووى)
وفى حديث أبى سعيد الخدرى – رضى الله عنه – أن النبى صلى الله عليه وسلم قال : " من رآنى فقد رأى الحق، فإن الشيطان لا يتكوننى "
وقد جاءت أحاديث أخرى فى رؤيته صلى الله عليه وسلم ، لكن اكتفيت بهذه الأحاديث لأن فيها ما يشفى ويكفى وهى من الصحيحين أو من أحدهما.
وقوله صلى الله عليه وسلم : " فسيرانى " قيل إن المراد به : أهل عصره، أى أن من راة ولم يكن هاجر، فإن الله سوف يمن عليه ويوفقه للهجرة ورؤيته صلى الله عليه وسلم
وقبل إن المعنى : أنه سيرى تصديق تلك الرؤيا فى الآخرة، لأنه يرى النبى صلى الله عليه وسلم
ولكن يرد على هذا أن جميع أمته ستراه يوم القيامة، من رآه فى المنام ومن لم يره منهم.
وقيل : فسيرى تفسير ما رأى لأنه حق وغيب ألقى فيه.
وقوله صلى الله عليه وسلم " فقد رأى الحق " أى رأى الرؤيا الصحيحة .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " لا يتكوننى " أى لا يتكون فى صورتى.
فمن خلال هذه النصوص يتبين أن رؤية النبى صلى الله عليه وسلم لا تكون من الأضغاث لعدم تمثل الشيطان به.
وقد كثر كلام أهل العلم – رحمهم الله – حول حقيقة رؤية النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام وسوف ألخص منها ما تيسر :
فمن رأى النبى صلى الله عليه وسلم فى المنام فقد رآه حقاًُ؛ لأن الشيطان لا يتمثل به سواء كانت الرؤيا على صورته الحقيقية، أو على غير الحقيقة، فإن كان على صورته الحقيقية فلا يحتاج إلى تعبير، وإن كان على غير صورته الحقيقية كان النقص من جهة الرائى لتخيل الصفة على غير ما هى عليه ويحتاج ما يراه فى ذلك المنام إلى التعبير.
وعلى ذلك جرى علماء التعبير فقالوا : إذا قال الجاهل: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه يسأل عن صفته، فإن وافق الصفة المرورية، وإلا فلا يقبل منه.
وقالوا : وراجع في ذلك tafsir ahlam twitter من رأى نبياً على حاله وهيئته فذلك دليل على صلاح الرائى، وكمال جاهه، ومن رآه متغير الحال عابساً مثلاً، فذلك دال على سوء حال الرائى (فتح البارى 12/403) هذا ما يتعلق برؤيته فى المنام.
أما رؤيته صلى الله عليه وسلم فى اليقظة فمن المستحيل؛ لأن الحق الذى لا مرية فيه أن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يرى فى اليقظة بعد وفاته، ومن زعم من جهلة الصوفية أنه يرى النبى صلى الله عليه وسلم فى اليقظة أو أنه يحضر المولد، أو ما أشبه ذلك فقد غلط أقبح الغلط، ولبس عليه غاية التلبيس، ووقع فى خطأ عظيم، وخالف الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم.
ثم إن رؤيته صلى الله عليه وسلم فى المنام تسكين شوق الرائى، لكونه صادقاً فى محبته ليعمل على مشاهدته، فهنيئاً للمؤمن الذى رأى النبىصلى الله عليه وسلم رؤية حقيقية، لأن ذلك دليل على صدقه وإيمانه، وهى بشارة له إن شاء الله.
وإلا فقد يراه الفاسق إنذاراً وتخويفاً له.
فقد أفتى النووى – رحمه الله – بأن رؤية النبىصلى الله عليه وسلم فى المنام تكون للصالحين، ولغيرهم.
ولكن لابد من معرفة صفاته صلى الله عليه وسلم الخلقية؛ لأن الشيطان يلبس على ابن آدم بكل طريقة، وفى كل مجال، فقد يخيل للشخص أنه رأى النبى صلى الله عليه وسلم، وهو لم يره بل من تلبس الشيطان، ولا يفيد قول المثال المرئى : أنا رسول الله، ولا قول من حضر معه : هذا رسول الله؛ لأن الشيطان يكذب لنفسه، ويكذب لغيره، وقد ضل فى هذا الشأن خلق كثير من الصوفية ونحوهم والعياذ بالله (فتح المنعم شرح زاد المسلم فيما اتفق عليه البخارى ومسلم 3/182)
قال العلماء : إنما تصح رؤية النبى صلى الله عليه وسلم لأحد رجلين :
أحدهما : صحابى رآه فعلم صفته فانطبع فى نفسه مثاله فإذا رآه جزم بأنه رأى مثاله المعصوم من الشيطان فينتفى عنه اللبس والشك فى رؤيته صلى الله عليه وسلم
وثانيهما : رجل تكرر عليه سماع صفاته المنقولة فى الكتب حتى انطبعت فى نفسه صفته صلى الله عليه وسلم ومثاله المعصوم كما حصل ذلك لمن رآه، فإذا رآه جزم برؤيته مثاله صلى الله عليه وسلم كما يجزم به من رآه فينتفى عنه اللبس والشك فى رؤيته صلى الله عليه وسلم .
وأما غير هذين فلا يحصل له الجزم بل يجوز أن يكون رآه صلى الله عليه وسلم بمثاله، ويحتمل أن يكون من تخيل الشيطان.
وقد روى عن ابن سيرين أنه إذا قال له الرجل : إنى رأيت النبى صلى الله عليه وسلم قال : صف لى الذى رأيته، فإن وصف له صفة لا يعرفها، قال : لم تره.
فعلى هذا لا بد من ذكر وصف لخلقته صلى الله عليه وسلم ، فإنه ينبغى للمسلم أن، يعرف وصف نبيه، لأنه قد نقل إلينا صحيحاً ولله الحمد، وقد وصفه الصحابة وصفاً واضحاً، حتى إنك إذا قرأت وصفه كأنك تراه بأبى هو وأمى.
فكان صلى الله عليه وسلم ربعه ( ربعة : أى مربوعاً وهو بين الطويل والقصير ( النهاية 2/190 ) ) من الرجال، بعيد ما بين المنكبين، ليس بالطويل البائن ولا بالقصير، ولا بالأبيض الأمهق (الأمهق : الكريه البياض كلون الجص ( النهاية 4/374)) ولا الآدم ( الآدم : شديد السمرة) أزهر اللون، مشرباً بحمرة، فى بياض ساطع، كأن وجهه القمر حسناً، ضخم الكراديس (الكراديس : رؤوس العظام، أو ملتقى كل عظمين ضخمين كالركبتين ( النهاية 4/162))، أوطف الأشفار ( أوطف الأشفار : أى طويل أهداب العينين.) ، أدعج العينين ( أدعج : أى شديد سواد العينين) فى بياضها عروق حمر رقاق، حسن الثغر، واسع الفم، مفلج الأسنان (الفلج بالتحريك : فرجة ما بين الثنايا والرباعيات ( النهاية 3/468)) براق الثنايا، حسن الأنف، ضخم اليدين، لينهما قليل لحم العقبين، كث اللحية، واسعها، أسود الشعر، ليس بالجعد القطط، ولا بالبسط (أى أن شعره ليس متكسراً ولا مسترسلاً ، بل بينهما ) له شعر يبلغ شحمه أذنيه، لم يبلغ شيب رأسه ولحيته عشرون شيبه .(انظر : الطبقات الكبرى 1/410، جوامع السيرة (19)، دلائل النبوة 1/194)
هذا وصف موجز لخلقته صلى الله عليه وسلم ، ينبغى للمسلم أن يعرفه، ويضبطه خشية أن يلتبس بغيره مما يلبس به الشيطان على ابن آدم، فيقع فى شيء مما تقدم ذكره من المحاذير.

Comments
* The email will not be published on the website.
I BUILT MY SITE FOR FREE USING